أوميكرون ودلتا.. والمخاوف الأميركية
آراء الخبراء تتغير سريعاً. فقد صرّح باحثون في كلية طب هارفارد أن متحور أوميكرون، وليس متحور دلتا، هو على الأرجح الذي يذكي التصاعد الحالي في حالات الإصابة بمرض «كوفيد-19» في شمال شرق الولايات المتحدة.
وهذا يثير القلق لأننا ما زلنا لا نعرف الكثير عن المتحور الجديد ولم يتضح بعد مدى قدرة اللقاحات على حماية الناس منه. ورغم تصريح مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، قبل بضعة أيام، بأن أوميكرون يمثل 3% فقط من الإصابات في الولايات المتحدة، ترى ماكينيس أن هذه النسبة أقل من الواقع بكثير، خاصةً مع تصاعد الحالات من يوم لآخر.
وإجمالي حالات «كوفيد-19» يتصاعد حالياً عبر الممر الشمالي الشرقي الممتد من فلادليفيا إلى مدينة نيويورك عبر قطاع كبير من منطقة نيو انجلاند، وهي منطقة أعلى من المتوسط القومي في الحصول على اللقاحات.
وفي حالة متحور دلتا، لا يرجح أن ينتهي الحال بالحاصلين على جرعات لقاح معززة إلى دخول المستشفيات، ناهيكم عن دخولهم وحدات العناية المركزة. وحتى دون جرعات معززة، توفر اللقاحات بعض الحماية ضد دلتا. وقد يحالفنا الحظ ونجد أن أوميكرون لا يؤدي إلى انتشار حالات حادة ووفيات كثيرة. وقد أجرى علماء دراسات معملية أظهرت أن الجرعتين المعياريتين من لقاحات الحامض النووي الريبوزي المرسال لن توفرا على الأرجح الكثير من الحماية من الإصابة بأوميكرون، لكنهما قد تمنعان المرض الشديد.
وهذه الدراسات نفسها تشير إلى أن الحاصلين على جرعة معززة سيتمتعون بحماية تتراوح بين 70% أو 75% ضد الإصابة التي ينجم عنها أعراض. والبشرى السارة تتمثل في أن وضع الخوف والاضطراب الحالي لن يدوم طويلاً.
فقد أشارت دراسة في الآونة الأخيرة حول عقار «باكسلوفيد» لشركة فايزر، والذي وُصف بأنه بشارة الخير الكبرى بين العقاقير الجديدة المضادة للفيروسات، إلى أن تناول الأقراص في غضون ثلاثة أيام من ظهور الأعراض يقلص احتمالات دخول المستشفى بنسبة 89% لمعظم المرضى المعرّضين لمخاطر عالية. وقد يحصل العقار على موافقة إدارة الأغذية والعقاقير بحلول نهاية الشهر الحالي. وبحلول ذاك الوقت، يرجح أن يتبدد جانب كبير من غمامة ارتباك أوميكرون.
وفرض فترة قصيرة من الاحتياطات الإضافية يجب ألا يكون مشكلةً كبيرةً، خاصةً في الولايات ذات الغالبية «الديمقراطية» الأكثر قبولاً في العادة للاحتياطات الصحية والأكثر قلقاً من المرض، وهي تحديداً في الشمال الشرقي. لكن جوزيف إلين، الأستاذ بكلية الصحة العامة في هارفارد، كان قد حذّر منذ شهور من أن مسؤولي الصحة العامة تسببوا في حالة سأم من الجائحة بفرضهم مستوًى مرتفعاً غير ملائم من التأهب أثناء شهور كثيرة لم تكن فيها الحالات مرتفعةً في الشمال الشرقي. وكان يجب أن يتمكن الحاصلون على لقاحات من الاستمتاع بصيف ومطلع خريف شبه طبيعيين وقليليْ المخاطر. والخوف الآن يتمثل في نضوب معين الجمهور من الثقة والصبر.
فاي فلام*
* صحفية أميركية متخصصة في الشؤون العلمية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»